الكاتب :ياسين بلقاسم
إيطاليا – قناة العرب تيفي : اختتم أمس الاحد ملتقى “حدود السلام المتوسطي” الدي نظمته الكنيسة الكاثوليكية وعمدة فلورنسا داريو نارديلا ، في بلاطصو فيكيو في فلورنسا بإيطاليا. وذلك بحضور رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا، ومشاركة اكثر من 60 أسقفا من 20 دولة و 65 عمدة بلدية للمدن الرئيسية في البحر الأبيض المتوسط .
المغرب كان حاضرا في هذا الملتقى المتوسطي الدولي في شخص الدكتور عبد السلام البقالي عمدة مدينة فاس المغربية والسيد عزيز اللبار النائب البرلماني .
وقال عمدة مدينة فاس المغربية على هامش هذ الملتقى نحن مرتاحون لأشغال منتدى عمداء بلديات البحر الأبيض المتوسط ولميثاق فلورنسا،
و شدد عبد السلام البقالي، عمدة مدينة فاس المغربية المتوأمة مع فلورنسا الايطالية منذ الستينيات، على الحاجة إلى استمرار الحوار والتشاور المنتظم بين مدن البحر الأبيض المتوسط وخاصة بين المدن المتوأمة.
وفي كلمته الختامية قال عمدة فلورانسا داريو نارديلا إن “البحر الأبيض المتوسط هو دارنا ولا نريد الحرب في دارنا. معززين بميثاق فلورنسا، إعلان سلام، لنطرحه على البابا والقادة الدوليين ورؤساء الدول والحكومات ومدارس البحر الأبيض المتوسط”.
وأوضح عمدة فلورانسا داريو نارديلا أن عمداء بلديات البحر الأبيض المتوسط تطرقوا خلال هذا الملتقى إلى “النقاط الأكثر أهمية، وأصعب التحديات، والأهداف الأكثر تعقيدا”، ، ومن بين “الموضوعات التي تحدثنا عنها هذا البحر الذي نعيشه في ذهننا كحاجز يجب تجاوزه”.
من جهة أخرى تم تذكير في اللقاء بعبقرية عمدة جورجيو لا بيرا، الذي جمع في الخمسينيات عواصم العالم في خضم الحرب الباردة وعزز لاحقا حوار البحر الأبيض المتوسط بفضل العمل التاريخي والبطولي لمحمد الخامس، من المغرب، عبر الالتزام في وضع المدن كجهات فاعلة في الدبلوماسية لكسر الحدود والتوصل إلى أن العمل المشترك ممكن. وعلى هذا الأساس تم التوقيع على ميثاق فلورنسا الذي يحتوي على أهداف واضحة وقوية للحوار والتعليم وأهمية تكوين الشباب والسلام وإنشاء جامعة في البحر الأبيض المتوسط في العديد من المواقع في المدن وتحصين كرامة جميع البشر والمهاجرين في المقام الأول.
للتذكير فإنه في بلاطصو فيكيو، مقر بلدية فلورنسا، وبحفاوة، استقبل العمدة جورجيو لا بيرا وأعضاء المجلس البلدي والشخصيات الرئيسية في المدينة، الملك محمد الخامس. وفي تلك المناسبة، شدد السلطان على قيمة زيارته سواء بالنسبة لتطور العلاقات بين المغرب ومدينة فلورنسا، ولتطوير العلاقات بين المغرب وإيطاليا.
وفي تدخله، بعد الإشادة بالانفتاح والتسامح في المملكة المغربية، قال الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو، أسقف كنيسة الرباط: “هل تعلمون أنه في عام 1956، قام الملك محمد الخامس، سلطان المغرب، بمجرد استعادة الاستقلال الكامل لبلاده، بأول زيارة إلى الخارج، إلى أين؟ جاء إلى فلورنسا، بدعوة من عمدة البلدية جورجيو لا بيرا.
قال له الملك أثناء مقامه: “السيد لا بيرا، استدع البحر الأبيض المتوسط كله هنا إلى فلورنسا وساعد الجميع على التوصل إلى اتفاق وصنع السلام”. استمع لابيرا إلى نصيحة الملك محمد الخامس وأخذها على محمل الجد. بدوره، زار لا بيرا المغرب للمشاركة في اللقاءات الدولية التي نظمها الرهبان بنفس الروح التي نعيشها هنا اليوم. إنه لشرف عظيم ومسؤولية كبيرة بالنسبة لي، إلى جانب عمدة مدينة فاس التاريخية، أن أعطي استمرارية لعلاقة الصداقة المميزة هذه بين لا بيرا والملك محمد الخامس، بين فلورنسا والمغرب”.
من جهته عبر داريو نارديلا عمدة فلورنسا عن شكره للكردينال وعمدة فاس، قائلا: “نأمل أن نتمكن من دعوة حفيد محمد الخامس، محمد السادس، ملك المغرب الحالي، إلى فلورنسا”.
وجدير بالذكر أنه ليس من قبيل الصدف أن يذكر المغرب والسلطان محمد الخامس وجامعة القرويين عدة مرات في مؤتمر البحر الأبيض المتوسط في فلورنسا.
من جهته، أكد الكاردينال جوالتييرو باسيتي على ضرورة “عدم بناء الجدران بل الجسور”.
المصدر: قناة العرب تيفي
