الكاتبة : سهير جرادات
فكونا عاد” من ( سوالفكم الفارطة) لتحويل انظارنا عن القضايا المهمة والمفصلية وما تخططون له ، بإختلاق قصة او اصدار أمر دفاع تلهوننا بهما ، ليصبحوا قضيتنا وشغلنا الشاغل ، وتضمنون خلو الساحة لكم لتعيثوا فيها كما تشاءون !!..
“فكونا عاد” من ألاعيبكم المعروفة وقصصكم المكشوفة ، التي قصدتم بها تحويل الأنظار عن (وثائق باندورا ) وما حملته من معلومات ( أزعتكم ) ، أو إطلاق (بالونات اختبار) حول ما يحاك في الخفاء من رواية ( الوطن البديل ) ، أو توزيع (صكوك الولاء والانتماء )على أسس غير واضحة ، و إنهاء الحديث حول مخرجات اللجنة الملكية للإصلاح السياسي من(الهوية الوطنية الجامعة) ، و(تفتيك الهويات الرئيسة على حساب الهويات الفرعية ) ، والتوسيع في الكوتا وعدم حصرها في النساء ، لتشمل ( الشيشان والشركس ، والمسيحيين ، الأحزاب و الشباب ) وترسيخ التمييز ضد باقي فئات المجتمع!!..
“فكونا عاد” من (سالفة) ، فيروس (صاحب كيف) لا ينتشر في الحفلات الغنائية والمهرجانات ، وأنه ( فيروس رومانسي ) يعشق الحزن والفرح في ان واحد، فتجده ينتشر في صالات الافراح وبيوت العزاء ، وأنه ( فيروس على خلق ومتدين ) لا يرتاد إلا المساجد والكنائس ، ويقاطع الحفلات والملاهي والديسكو ، و يرتاد المولات ودور السينما والفنادق ومطاعم والمقاهي ويتعاطى الآراجيل !!..
“فكونا عاد” يجب التوقف عن التعامل بقانون الدفاع ، والعمل على تطبيق قانون الصحة العامة الذي يفي بالغرض ، حيث لم يعد هناك مبرر لاستمرار العمل به ، بحسب الاراء القانونية ومنظمات حقوق الانسان ، التي اعتبرت أن استمرار العمل به يؤكد السلوك الانتقائي في تطبيق القانون، واستهدافه لتقييد الحريات العامة أكثر من الحفاظ على حياة والصحة العامة!!..
“فكونا عاد” من التباهي بأننا أول دولة عربية طبقت قانون الدفاع لمكافحة الكورونا ، وهو قانون ( طوارىء) يحصر القرارات بيد رئيس الوزراء الذي أصبح هو ( فقط ) صاحب القرار في الدولة بعد منحه صلاحيات واسعة غير مقيدة وغير مكتوبة ،مما يتيح فرصة إساءة استخدام السلطة!!..
“فكونا عاد” ، الاصل في تطبيق قانون الدفاع أن يكون في (أضيق نطاق ، ولا يمس الحقوق ) ، إلا أنه استخدم للتضييق على حقوق المواطنين وحرياتهم، بعد ان تحول الى قانون جباية انعكس سلبا على القطاع الاقتصادي .
“فكونا عاد” من مزاجية تطبيق أوامر الدفاع ، حيث مررت بتجربة شخصية كباقي الزملاء الصحفيين ، وعلى مدار أسبوعين ، ونحن نحاول انتخاب مجلسنا وخلال الاجتماعين لم يقم احد بالسؤال عن شهادات التطيعم او نتيجة فحص الكورونا لغير الحاصلين على التطعيم ، علما أن عدد الهيئة العامة التي يحق لها الانتخاب(1142 ) ، هذا عدا عن اعداد المؤازرين الذين يعدون بالعشرات !! ..
فكونا عاد من (التطبيقات) ساعة (أمان )الذي فشل في أن ( يزقط ) الفيروس وهو يلعب معه لعبة الكمستير ، وساعة ( سند ) التي باعتراف الغالبية من الصعب ان يتعرف اليك لا وأنت تضحك لا وانت مكشر !!..
“فكونا عاد” من اشغال التاجر والمواطن مع تعدد الجهات الرقابة والتفتيش المشرفة على تطبيق أوامر الفاع التي تنحصر ب( 13 ) جهة مختصة وهي (الصناعة والتجارة ، الزراعة، السياحة ، العمل ، البيئة ، التنمية الاجتماعية ، البلديات ، أمانة عمان ، الضمان ، المواصفات والمقاييس ، الغذاء والدواء ، النقل ، والطاقة ) ، وفي نهاية المطاف لا يتم الا ضبط وزيرين تجاوزا الحد المسموح به للجلوس على الطاولات بمقدين !!..
الا تخجلون من أنفسكم ، وأنتم تشددون (هنا ) على مرتادي المطاعم والمولات والمقاهي والفنادق ، وترخون ( هناك ) في حفلة جورج وسوف وماجدة الرومي بجرش ، وعمرو دياب في العقبة وتامر حسني طريق المطار ، والحفلات التي أقيمت في وادر رم ، وبإنتظار تصرفكم مع حفلة حماقي في البحر الميت ..!!
ان ما تقومون به ، يسهم في اتساع رقعة عدم الثقة بين المواطن والحكومة ، ويرفع منسوب الحنق والسخط ، ويزيد حالة التأزيم بين الشعب والحكومة .. أوقفوا قانون الدفاع وتوقفوا عن ممارسة سياسة تشتيت الأنظار ..
البريد الالكتروني للكاتبة : [email protected]
المصدر: قناة العرب تيفي