الكاتب : حميد المرزوقي
الرباط – قناة العرب تيفي : لا يختلف إثنان في أن مدينة مولاي إدريس زرهون هي مدينة روحية بامتياز، لكونها تحتضن في كل زاوية منها مسجد يذكر فيه اسم الله، فعبر تاريخها الحافل تسابق سكانها واعيانها وحتى سلاطين الإيالة الشريفة، في بناء وصيانة بيوت الله والعناية بها، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر، القبة الحسنية التي بناها جلالة المغفور له الحسن الثاني وضريح مولاي إدريس الذي شيده المولى اسماعيل…، وفي هذا السياق نذكر بناء معلمة دينية صغيرة في حجمها لكنها متفردة بهندستها وطابعها المعماري المتميز في كل شئ: نوافذها الكبيرة وأسسها المتينة والتي استخدم فيها البيض والصوف والجير، وسقفها ورونقها، إنها مسجد الحسن الأول الواقع في الجهة الشرقية لضريح مولاي إدريس إلى جانب ضريح المولى رشيد، هذه المعلمة المتفردة التي بناها جلالة المغفور له الحسن الأول، أغلقت منذ أكثر من خمس سنوات، ربما لترميمها وإصلاحها، وبقيت على هذا الحال ولا يتم فتحها إلا لاستضافة مريدي الزاوية الحراقية الذين يفدون على المدينة بمناسبة موسم المولى إدريس الأكبر، ما دون ذلك تبقى مغلقة، وعلامات التصدع بادية على بعض أجزاءها، إن هذا المسجد الذي يختزل بين جنباته زخما من عبق التاريخ المشرق لمدينة مولاي ادريس زرهون هو الآن في حاجة للإصلاح والترميم ولكن بشكل يليق به وبقيمته التاريخية… ، إلى جانب هذا المسجد العريق يطالعنا وبإلحاح مسجد السنتيسي المشهور بصومعته المستديرة والمكسوة بالفسيفساء والذي هو الآخر في حالة إغلاق منذ زهاء سنتين ورغم مساحته الصغيرة التي تقدر بحوالي مائة متر مربع فلم يحن الوقت ربما لاتخاد مبادرة إصلاحه رغم أنه يتوفر على وقف خاص به هو حمام السنتيسي، مع العلم أن الأملاك الموقوفة على المرافق الدينية بهذه المدينة تعد بالمآت ومداخيلها قادرة على تمويل بناء مرافق في مستوى الحمولة التاريخية للحاضرة الإدريسية… فمتى تلتفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لرد الاعتبار لهذه المعالم الدينية؟ متى سيتم ترميمها وإعادة فتحها في وجه المصلين؟
-حميد المرزوقي
المصدرقناة العرب تيفي
