الرباط : العرب الاقتصادية –
احتفلت دولة المملكة العربية السعودية الشقيقة باليوم الوطني لتحريرها في 23 سبتمبر من كل عام، ويرجع هذا اليوم إلى صدور مرسوم الملك عبد العزيز بتوحيد المملكة العربية؛ حيث أصدر عبدالعزيز في 17 جمادى الأولى 1351هـ مرسوما بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة، بعد معارك قتالية وفكرية خاضها هو وأسرته في محيط الجزيرة العربية
والدول المجاورة لها.
وتبدأ قصة تأسيس المملكة بقيام الدولة السعودية الأولي من خلال تعاون أمير الدرعية، شمال غرب الرياض، محمد بن سعود بن مقرن بن مانع ال سعود، مؤسس الأسرة السعودية وإليه تنسب، في أوائل القرن الثاني عشر الهجري مع إخوانه على بسط نفوذهم في هذه المنطقه، وفي ذلك الوقت ظهرت الدعوة السلفية، داعية للتوحيد الخالص والتخلص مما يرى بأنه من الشركيات والبدع. وهو الوقت الذى رآه الأمير محمد بن سعود مناسبا لإبرام اتفاق الدرعية بينه وبين الشيخ محمد بن عبدالوهاب خلال لقائهما سنة 1157 هـ وهو ما يمثل بداية تحول كامل في حياة نجد، و إعدادها لمستقبل جديد.
وكانت باكورة نتاج لقاء محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب أن الأخير دعا القضاء والعلماء لمناصرة محمد بن سعود في معاركه في مقابل مساعدة مقاتلي محمد بن سعود لمحمد بن عبد الوهاب في نشر الدعوة الإصلاحية. .
حروب الإمام محمد بن سعود
كانت أولى المعارك التي خاضتها الدولة السعودية الأولى هي معارك الرياض التي بدأت عندما أخذ دهام بن دواس، أمير الرياض، ومعه كثير من مؤيديه ومن سكان القرى المجاورة يهاجمون القرى المؤيدة للإمام محمد، فبدأت الحروب بين الدولة السعودية الأولى، ومعارضيها في الجزيرة العربية.
ووفقا لكتاب “البعثة إلى نجد” لمؤلفه هاري سانت جون فليبي فإن الحرب استمرت مع أمير الرياض قرابة 20 سنة، وعلى الرغم من التعاهد على وقف الحرب إلا أنه كثير ما كان ينقض العهد، ويتم إعلان الحروب مرة أخرى.
وخلال تلك الحروب بين أمير الدرعية وأمير الرياض، كانت الدولة السعودية الأولى تواصل انتصاراتها في كثير من القرى والبلدان المجاورة للدرعية مثل: العيينة و حريملاء، و ثادق، وبعض من مقاطعات سدير والوشم.
أما ثاني أكبر المعارك التي شهدتها الدولة السعودية فكانت مع عريعر بن دجين شيخ قبائل بني خالد و أمير الأحساء الذي خوفه ما أحرزته الدولة السعودية الأولى من انتصارات، ومن إقبال الناس على الانضواء تحت لوائها، فجمع جموعاً كبيرة و سار بها حتى وصل بلدة الجبيلة على مقربة من الدرعية، ولما هاجمت قواته البلدة تصدت لها القوات السعودية، مجبرة إياها على التراجع و العودة من حيث قدمت دون تحقق غايتها .
وفاة الإمام محمد بن سعود
توفي الإمام محمد بن سعود سنة 1179هـ . بعد أن شاهد قبل موته امتداد الدولة السعودية وانتشار الدعوة الوهابية في الكثير من بلدان نجد ومقاطعتها، فيما كانت نهاية الدولة السعودية الأولي على يد محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا الذي قاد عدة حملات إلى وسط الجزيرة العربية إستطاعت الوصول إلى الدرعية عاصمة الدولة وتدميرها.
الدولة السعودية الثانية
أثمر غياب السيطرة العثمانية عن المسرح السياسي في الجزيرة العربية وعدم رغبة الباب العالي بتعزيز مواقع الدولة على ساحل الخليج العربي، عن تهيا الظروف لنشوء دولة سعودية ثانية على مساحة محدودة من أراضي إمارة الدرعية، عاصمتها حيث لعب تركي بن عبد الله الدور الأكبر في إنشائها، ولكنها انتهت عام 1891 على يد محمد العبدالله الرشيد حاكم حائل.
الدولة السعودية الثالثة.
خاض الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود منذ عام 1902 م معارك لتوحيد المملكة العربية السعودية التي نجح في الإعلان عن قيامها عام 1932 م، فكان أول ظهور لاسم السعودية.
وتبدأ قصة بن سعود من حريملاء، حيث دعا إلى توحيد المملكة العربية السعودية وذلك باستعادة الرياض أولا من آل رشيد أمراء حائل، وهي عاصمة آل سعود السابقة وكانت تسمى ذلك الوقت بـ العارض وذلك في اليوم الخامس من شهر شوال 1319 هـ الموافق 17 يناير 1902م، ثم بسط عبد العزيز نفوذه على نجد وملحقاتها “الإحساء وجبل شمر وعسير وتهامة” ثم الحجاز ليصبح عبد العزيز في الثامن من يناير 1926 ملكاَ للحجاز، وعرفت المملكة بعد ذلك باسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها.
وصدر في 23 سبتمبر 1932م – 21 جمادي الثانية 1351 هـ المرسوم الملكي بتوحيد مقاطعات الدولة التي تحولت بمقتضى هذا المرسوم إلى “المملكة العربية السعودية” ليصبح هذا التاريخ فيما بعد اليوم الوطني للمملكة، ويصبح عبد العزيز آل سعود أول ملك عليها.
لم تتضح معالم قوة عبد العزيز العسكرية والسياسية حتى اكتشاف النفط في البلاد عام 1938.
وبدأت برامج التطوير في المملكة عام 1946، إذ ساهم النفط في ازدهار الاقتصاد السعودي وعقد صفقات تجارية مع المجتمع الدولي.
لم يخرج عبد العزيز من المملكة منذ عام 1916 وحتى وفاته عام 1953 إلا لثلاث مناسبات رسمية، إحداها كانت لقائه مع رئيس الولايات المتحدة روزفلت.
سعود بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود
أدرك عبد العزيز، في آخر عهده، أهمية وواقعية المجتمع السياسي فكانت المملكة العربية السعودية إحدى الأعضاء المؤسسين لجامعة الدول العربية ومنظمة أمم المتحدة، وقبيل وفاته أهل ابنه الأكبر سعود ليصبح ملكاَ من بعده بالتعاون مع أخيه فيصل الذي يمتاز عنه بسياساته الاقتصادية ودبلوماسيته.
فيصل بن عبد الرحمن آل سعود
وفي عام 1960 تعرضت المملكة لمخاطر اقتصادية بسبب سياسة سعود الاقتصادية غير المتوازنة، فاجتمع أبناء عبد العزيز مع بعض العلماء وقرروا نزع السلطة سلمياً من سعود وتسليمها لفيصل، فيما غادر سعود المملكة إلى دولة اليونان حتي توفي هناك.
خالد بن عبد الرحمن آل سعود
كان للملك فيصل مواقف قوية في قضايا العالم الإسلامي وقضية فلسطين بالإضافة إلى استخدامه للبترول كورقة ضغط على الغرب في حرب 1973، ولكنه اغتيل عام 1975 على يد ابن أخيه فيصل بن مساعد، وتبعه أخاه الملك خالد والتى توسعت في عهده علاقات المملكة وتطورت اقتصادياً وكثر استغلال البترول كما حدث في عهده اقتحام جهيمان العتيبي وأتباعه للحرم المكي.
فهد بن عبد الرحمن آل سعود
ويعتبر عهد الملك خالد الذي امتد لسبع سنوات، أقصر عهود المملكة حتى الآن إذ توفي عام 1982 إثر نوبة قلبية، فتبعه أخاه الملك فهد وفي عهده دخلت البلد في نهضة عمرانية وذلك بحكم ثقافته وعلاقته مع الولايات المتحدة وتعد مرحلته الأطول في تاريخ آل سعود والأكثر أحداثا منذ عهد اخيه فيصل وشمل عهده الاهتمام بالحرمين الشريفين وتوسعتهما حتى وفاته عام 2005، إذ تولى من بعده الملك عبد الله بن عبد العزيز.