الكاتبة : سهير جرادات
هالبلد ..!! هالبلد ..!! هالبلد ..!! كلمة ترددها فئة تمثل الكم (الأكثر) من الخبثاء والحاقدين، الذين يعكسون من خلالها مدى سخطهم ومقدار الحقد الذي يحملونه تجاه هالبلد..!!، ويريدون من تكرارها ترسيخ مفهوم السخط على هالبلد بين الناس، بهدف الاساءة إلى البلد الذي احتضنهم ولم يبخل عليهم ، وهم بالأصل ( المستفيدون الأوائل ) من هالبلد ، إلا أنه فور أن تتوقف هذه الفائدة عن هؤلاء المتكسبين يبدأون بالإساءة ل (هالبلد) من خلال نشر مفهوم ( خبيث ) يبطنون من خلفه الحقد والإساءه إلى ” هالبلد ..!! ..
يُرسخ هؤلاء (الخبثاء) حقدهم على البلد باستعمالهم عبارة هالبلد ..!! من خلال ربطها مع الأحداث التي تزعج المواطن وتؤرقه: .. الغلاء .. تعثر سير معاملة ما.. المعاناة عند مراجعة دائرة حكومية ..أزمات السير وغياب الفن والذوق عن القيادة ..واللجوء للواسطة لإنجاز المعاملات والحصول على فرصة عمل.
للأسف ، هناك فئة ليست بقليلة تردد عبارة ” هالبلد ..!! هالبلد ..!!” ، حزنا على غياب العدالة وعدم تطبيق القانون حتى تبدلت أحوال هالبلد .. كما ترددها ألما على الأوضاع المتردية التي وصلت اليها الأحوال في هالبلد .. وقهرا أصابهم لسلبهم لحقوقهم وشعورهم بالتهميش في هالبلد ..وامتعاضا من ضعف الإدارة والإنجاز والانتقائية في تطبيق القوانين في هالبلد ..
ويكررونها غيرة ورغبة في إصلاح هالبلد .. وهم ( غير مدركين ) لما تحمله هذه العبارة من اساءة للوطن ، ويعتقدون أنها لفظة يراد منها التنفيس والتذمر ، إلا أن باطنها يحمل السخط على (هالبلد) دون التمييز على من تقع المسؤولية ، ويرددونها دون التفكيربمغزى الكلمة ، رغم أن مجرد ترديدها خطيئة ترتكب بحق الوطن..
عند الحديث عن ” هالبلد” علينا أن نفرق بين البلد والقائمين على البلد .. وأصحاب السياسات والأجندات .. والحكومات .. وبين السياسات ومنفذيها .. وبين من يضع القوانين التي تسيء إلى (هالبلد)، ومن يلتزم بها.
وعلينا أن نعي أن التذمر والانتقاد لغايات الاصلاح لا يعني الكره ، وكذلك من يعمل من أجل التغيير وتحسين الأوضاع لا يقصد الذم والسب والسخط والنيل من هيبة الوطن.. وعندها ندرك أن مثل هؤلاء عندما يغضبون من الوطن أو على الوطن لا يعني الكره أوالحقد والسخط والانتقام على هالبلد .. إنما يعني العتب بمحبة .
وكلمة أخيرة نوجهها لكل الذين يرددون كلمة ” هالبلد ..!!”” بكل ما تحمله من ( خبث ) نقول لهم : إذا هالبلد لا تعجبكم ، اتركوها وارحلوا.. اتركوها لمن يحبونها ويقدسون ترابها ، الذين يحملون ذكريات جميلة في داخلهم..لبيوت عاشوا فيها ، ومدارس تعلموا فيها، وعاشوا مع جيرانهم ووتقاسموا معهم حلو الأيام ومرها، واتركوها للمخلصين الذين احتضن ترابها رفات أحبتهم ، وأنبتت أرضها لهم تينهم وزيتونهم .. حتى أصبحت ” هالبلد ..!!” أغلى من المال والنفس والولد .
– البريد الالكتروني للكاتبة : [email protected]
المصدرقناة العرب تيفي