الكاتب : حميد المرزوقي
على إثر الاتصالات الدبلوماسية و الغير رسمية التي عرفها محيط الصحراء المغربية بين الجزائر وعصابة البوليساريو من جهة وموريتانيا من جهة ثانية بدأ يظهر واضحا تغيير وجهة موريتانيا لتصطف مرة أخرى ولو بشكل غير معلن في صف النظام الجزائري وصنيعتها، وهو موقف ليس بالغريب فلقد اعتاد المغرب ان يقابل بالجحود ونكران الجميل كلما اسدى لها خدمة لدرجة ان الكل أصبح يائسا من تغيير مواقفها نحو الأفضل لأن النظام الموريتاني جبل منذ ستينيات القرن الماضي على التطبيق الحرفي لمخططات القوى الكولينيالية الجديدة المتربصة بوحدة المغرب ومصالحه الاستراتيجية الرامية لتقسيم المقسم وتجزئ المجزأ لإضعاف المغرب بخلق كيانات قزمية ودول فاشلة لاتصلح الا كسوق للصناعة الغربية ومصدرا للمواد الأولية، و أداة لمناوشة ومعاكسة مصالح المغرب، من هذا المنطلق بات من البديهي والضروري ان يتجاهل المغرب هذه الكيانات المبرمجة التي لا تتحرك الا بمباركة اسيادها وأن يشق طريقه بثبات وتحدي نحو المستقبل الذي يوجد ما وراء موريتانيا، الأمر يتطلب اذن الإسراع بإنجاز ميناء الداخلة الكبير لفتح خط بحري للتكامل الاقتصادي مع شركائه من الدول الأفريقية التي تؤمن ببناء المستقبل الإفريقي مع المغرب، وفي انتظار إنجاز هذا المشروع الكبير، يتعين على المغرب الاستعانة بالموانىء الموجودة في إقليم الساقية الحمراء ووادي الذهب لخلق خطوط بحرية قارة مع الشقيقة السنغال لضمان تدفق انتقال الأشخاص والأموال والمنتوجات بشكل سلس يغنينا عن تنطع موريتانيا المزمن وتدبدب وتقلب مواقفها بشكل يكاد يكون مستمرا.
المصدرقناة العرب تيفي