العرب تيفي - محمد بلغريب
الدارالبيضاء – المغرب – ناقش فاعلون خلال ندوة نظمتها وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، يوم الثلاثاء بالدار البيضاء، في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، المجهود المشترك المبذول من أجل النهوض بالثقافة الحسانية وصيانتها وسبل ضمان مساهمتها في التنمية.
وأبرز المشاركون، الذين يمثلون كلا من الوكالة، وجهات الصحراء الثلاث، ووزارة الثقافة والشباب والرياضة، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، في هذه الندوة، منطلقات النهوض بالثقافة الحسانية، باعتبارها رافدا من روافد الهوية المغربية، وعلى رأسها دستور المملكة والخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، والذي أكد فيه جلالته أنه “واعتبارا لمكانة الثقافة الحسانية، في وجدان أبناء الصحراء، فإننا نعمل على تعزيز آليات الحفاظ على التراث الصحراوي، والتعريف به”.
وقال المدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، جبران الركلاوي، في تصريح للصحافة، إن الندوة أتاحت فضاء للنقاش بين جميع الأطراف المعنية بما في ذلك جهات الصحراء الثلاث، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ووكالة تنمية أقاليم الجنوب.
من جهتها، قالت أدو الشيخ ماء العينين، عن وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، إن الوكالة راكمت تجربة مهمة في الترويج للتراث الحساني وصيانته، داعية إلى التفكير الجماعي للتحضير لندوة وطنية حول الثقافة الحسانية، للوقوف على ما تحقق من مكتسبات في هذا الصدد وإطلاق مبادرات جديدة تمكن من إعطاء دفعة للموروث الحساني باعتباره رافعة للهوية المغربية، وتعزيز التواصل والانفتاح على البعد الإفريقي.وقال توفيق برديجي، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان العيون الساقية الحمراء، التابعة للمجلس الوطني لحقوق الانسان، في مداخلته، إن عمل اللجنة يقوم بالأساس على إثراء الحوار الحقوقي حول قضايا حقوق الانسان بالمنطقة، لاسيما الحقوق الثقافية، مبرزا المبادرات التي قام بها المجلس لإثراء هذا الحوار ولحماية التراث الثقافي الحساني.
من جهتهما، أبرز كل من لحسن الشرفي المدير الجهوي للثقافة بالعيون، والمامون البخاري المدير الجهوي للثقافة بالداخلة، المشاريع التي عرفتها الجهتان على مستوى النهوض بالثقافة والتراث الحساني، تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية في هذا الإطار.
واستعرض المتدخلان، في هذا الصدد، حصيلة برنامج التنشيط الثقافي والفني الذي عرف قفزة نوعية سنة 2019، وكذا حصيلة برنامج النهوض بالموسيقى الحسانية، سواء من خلال جردها أو تسجيل العديد من ألبومات فرق هذا النوع الموسيقي، إلى جانب جرد وتسجيل المواقع الأثرية في التراث الوطني، وجرد التراث الشفهي الحساني الذي بلغ مراحله النهائية.
كما أبرز ممثلو جهات الصحراء في هذا اللقاء، وهم علي باباها عن جهة الداخلة وادي الذهب، ولطيفة الوحداني عن جهة كلميم واد نون، الإرادة الملكية للنهوض بالثقافة والتراث الحساني، مستعرضين ما تحقق من مشاريع على مستوى هذه الجهات في إطار تفعيل الاتفاقيات التي تم توقيعها تحت رئاسة جلالة الملك في نونبر 2015 بمناسبة إطلاق النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.ودعا المتدخلون إلى إحداث لجنة علمية مشتركة بين الجهات والقطاعات المعنية لتتبع حصيلة العمل المنجز وتدارس سبل تجاوز الإكراهات التي قد تعترضها، وإطلاق آلية بين الجهات لتنسيق وضمان استمرارية عملها لفائدة صيانة التراث الحساني، وكذا إلى تنظيم حملات تحسيسية بضرورة حماية هذا التراث.
المصدرصحيفة العرب تيفي