الكاتب : محمد بلغريب
القاهرة – قناة العرب تيفي : مع قفزات كبيرة لأعداد الإصابة بكوفيد-19، وأرقام قياسية تحطم بعضها البعض يومياً، عاد العديد من دول العالم لفرض إجراءات صارمة في محاولة لاحتواء تفشي الجائحة بصورة أكبر .
ووسط دراسات هنا وأخرى هناك تتحدث عن موعد لقاح أو علاج منتظر لتخليص العالم من هذا الكابوس الذي أودى بحياة ما يقرب من مليون وربع المليون شخص، وبلغت حصيلة إصاباته أكثر من اثنين وأربعين مليون حالة، لا يزال العالم يلهث وراء هذا الأمل.
وبينما تتواصل رحلة البحث عن بصيص أمل لتخليص البشرية من هذا الضيف الثقيل، إلا أن واقع الأمر هو ازدياد مطرد في أعداد الإصابات والوفيات يلقي بظلال قاتمة على اقتصاد العالم والأوضاع المالية لسكان الكرة الأرضية برمتها.
وقالت صحيفة الـ»غارديان» البريطانية أن أرقاما رسمية تكشف عن فجوة مالية هائلة في بريطانيا ناجمة عن أزمة جائحة كورونا، مشيرة إلى أن واحدة من كل ثلاث أسر تشهد انخفاضا في الدخل.
واستشهدت الصحيفة بما كشفت عنه «هيئة السلوك المالي» من نظرة عامة قاتمة على الشؤون المالية الشخصية في بريطانيا، حيث قالت إن 12 مليون بالغ يصارعون لسداد فواتيرهم، بزيادة مليوني شخص عند بداية تفشي الفيروس في فبراير/شباط الماضي.
ووجدت الهيئة أيضا أن 31% من الأسر البريطانية شهدت انخفاضا في الدخل، وخسرت العائلات المتضررة تقريبا حوالي ربع دخلها.
وكانت الأسر من السود أو الأقليات العرقية الأكثر تضرراً مالياً من الوباء، حيث تبيَّن أن 37% من هذه الفئة قد تضرر دخلهم، وأجبروا على الأرجح على تقليل ساعات عملهم.
ووجدت الهيئة أيضاً ان واحداً من بين كل خمسة بالغين يبحثون على الأرجح الآن عن استشارة لكيفية سداد الديون التي تراكمت عليهم، مقارنة بواحد بين كل 50 في الفئة العمرية من 55 إلى 64 عاما في ذروة الموجة الأولى لتفشى جائحة كورونا.
وبنظرة أشمل، يقول خبراء اقتصاد ان مئات الملايين حول العالم تضرروا جراء جائحة كورونا. وقدَّر تقرير حديث للبنك الدولي أن ما بين 88 مليون و114 مليون شخص أصبحوا في فقر مُدقع.
وحسب التقديرات التي يصدرها البنك كل عامين بشأن مستوى الفقر العالمي، والذي نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية مؤخراً، تعد هذه الأرقام أكبر زيادة في معدلات الفقر المُدقع منذ عام 1990 عندما بدأ البنك تسجيل وحفظ البيانات.
وتشكل هذه الأرقام نقطة مفصلية ونهاية لسلسلة من الانخفاضات بمعدلات الفقر المدقع استمرت لأكثر من عقدين. وحسب المقياس الذي يعتمده البنك، فإن الفقر المُدقع يشمل الأشخاص الذين يعيشون على أقل من دولارين يومياً.
ويقدر البنك الدولي أن ما بين 703 ملايين و729 مليون شخص حول العالم يعيشون الآن في فقر مُدقع، وأن العدد قد يرتفع أكثر عام 2021، بينما كان البنك قد قدَّر قبل جائحة كورونا أن عدد من سوف يعيشون في فقر مُدقع في عام 2020 يبلغ 615 مليونا.
وقارنت كارولينا سانشيز بارامو، المسؤولة في البنك الدولي، هذه الصورة القاتمة التي وصفتها بأسوأ نكسة منذ جيل بأكمله، بالوضع إبان الأزمة المالية العالمية عام 2008، مشيرة إلى أن تداعيات جائحة كورونا أثبتت أنها أكثر انتشارا ووطأة.
ويرى خبراء أنه من المرجح أن يؤدي تصاعد الفقر المُدقع إلى تلاشي الآمال في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المُستدامة، خاصة في الدول الفقيرة والنامية والأسواق الناشئة.
وحذر البنك الدولي من أن كورونا والصراعات حول العالم وتغير المناخ، سيجعل إنهاء الفقر بحلول عام 2030 حلماً بعـيد المنال.
المصدرقناة العرب تيفي