مقتل بريطاني وروماني في هجوم ضد سفينة تديرها شركة إسرائيلية قبالة سواحل عمان
العرب تيفي
-
قناة العرب تيفي : أدى هجوم استهدف طاقم ناقلة نفط تشغّلها شركة “زودياك ماريتايم”، المملوكة من رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، إلى مقتل شخصين من طاقمها هما روماني وبريطاني. وأفادت مصادر أوروبية وأمريكية مطلعة على تقارير مخابرات إلى أن إيران هي المشتبه به الرئيسي. وفي وقت لاحق، أعلن تلفزيون العالم الإيراني نقلا عن مصادر أن “الهجوم أتى ردا على هجوم إسرائيل على مطار الضبعة”. من جهته، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى رد قاس على الهجوم، معتبرا أن إيران ليست مشكلة لإسرائيل فحسب بل تصدر الإرهاب الذي يضر العالم بأكمله. قُتل اثنان من طاقم ناقلة نفط تشغّلها شركة “زودياك ماريتايم”، المملوكة من رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، جراء هجوم تعرضت له قبالة سواحل سلطنة عمان، فيما لم تكن محمّلة بأي شحنة. في تغريدة على تويتر، كتبت شركة “زودياك ماريتايم” التي تتخذ من لندن مقرا لها الجمعة: “علمنا ببالغ الأسى أن الحادث الذي وقع على متن (الناقلة) إم/تي ميرسر ستريت أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم هما روماني وبريطاني”. وأضافت “بإمكاننا التأكيد الآن أن إم/تي ميرسر ستريت تبحر تحت سيطرة طاقمها إلى مكان آمن، بمواكبة البحرية الأميركية”. إلى ذلك، أفادت مصادر أوروبية وأمريكية مطلعة على تقارير مخابرات إلى أن إيران هي المشتبه به الرئيسي في هجوم على الناقلة لكن من السابق لأوانه التيقن من ذلك.
هل أوصلت إيران رسالتها؟
من ناحية أخرى، قال مسؤول دفاعي أمريكي إن الناقلة ميرسر ستريت، التي ترفع علم ليبيريا وتملكها اليابان وتديرها شركة زودياك ماريتايم الإسرائيلية، تعرضت فيما يبدو لهجوم بطائرة مسيرة. وأكد متحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن وقوع الهجوم لكنه لم يذكر تفاصيل. أما القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية فقد نقلت عن مسؤول كبير قوله إن إيران مسؤولة عن الهجوم بطائرة مسيرة.
هل تبنت إيران الهجوم؟
وفي وقت لاحق، أعلن تلفزيون العالم الإيراني نقلا عن مصادر أن “الهجوم على السفينة الإسرائيلية جاء ردا على هجوم إسرائيل على مطار الضبعة”. ووفقا موقع “عمليات التجارة البحرية للمملكة المتحدة” (يو كيه إم تي أو)، وهو هيئة لمكافحة القرصنة تابعة للبحرية البريطانية، أبلغ عن حدوث الهجوم الخميس عند الساعة 18,00 ت غ فيما كانت ناقلة النفط التي يملكها ياباني تبحر على بعد حوالى 152 ميلا بحريا (280 كيلومترا) من سواحل سلطنة عمان.
ما هي تفاصيل العملية؟
ويعمل البريطاني الذي قتل في الهجوم لصالح شركة الأمن “أمبراي” التي أكدت عبر الناطق باسمها موت موظفها “المأساوي” في “حادث أمني”. وأكد ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية، أن مكتبها في المنطقة “يتولى التحقيق حالياً”. وعند وقوع الحادث، كانت السفينة، وفق الشركة المشغلة، “في شمال المحيط الهندي مبحرة من دار السلام” في تنزانيا “إلى الفجيرة” في الإمارات العربية المتحدة “من دون أي شحنة على متنها”. من جهتها، اتهمت إسرائيل إيران بتنفيذ الهجوم وقالت إنه لا بد من رد قاس. وفي بيان، قال وزير الخارجية يائير لابيد إنه أبلغ وزير الخارجية البريطاني بأنه لا بد من رد قاس. وأضاف: “إيران ليست مشكلة إسرائيل فحسب لكنها مصدر للإرهاب والدمار وعدم الاستقرار الذي يضر بنا جميعا. على العالم ألا يلوذ بالصمت في وجه الإرهاب الإيراني الذي يضر كذلك بحرية الملاحة”.
تصعيد هام
ويقع بحر عُمان بين إيران والسلطنة، عند مخرج مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعّد نقطة عبور عالمية لجزء كبير من النفط، وحيث ينشط تحالف تقوده الولايات المتحدة. وشكلت حركة النقل عبر المنطقة هدفاً لهجمات وعمليات قرصنة تكررت مراراً قبل عقد من الزمن، قبل أن تتراجع وتيرتها إلى حدّ كبير خلال السنوات الماضية جراء تكثيف الدوريات التي تقودها قوات بحرية من دول عدّة. وربط محللون الهجوم بحوادث سابقة، إذ تعرّضت سفينتان تابعتان لشركة الشحن “راي شيبينغ”، ومقرها تل أبيب، لهجوم مماثل في وقت سابق هذا العام. واعبتر خبير الأمن في جامعة هرتسليا الاسرائيلية مئير جافيدانفار أنه “من المرجح جداً” أن تكون إيران خلف هذا الهجوم. وأشار إلى أن الإيرانيين “يشعرون بضعف عندما يتعلق الأمر بالردّ على هجمات وقعت في إيران ومرتبطة بإسرائيل”، بما في ذلك انفجار 11 نيسان/أبريل في موقع نطنز الذي اتّهمت الجمهورية الإسلامية إسرائيل بالوقوف وراءه. وتشغّل السفينة شركة “زودياك ماريتايم” المملوكة من رجل الأعمال الاسرائيلي إيال عوفر، الذي يحتل المرتبة 197 على قائمة أثرياء العالم، وفق تصنيف فوربس، بثروة تقدّر بـ 11,3 مليار دولار. وأوضح محللو مجموعة “درياد غلوبال” المتخصصة في الأمن البحري ومقرها لندن، إن الهجوم على إم/تي ميرسر ستريت “يُعد الآن بمثابة الهجوم الخامس على سفينة ذات صلة بإسرائيل”، متحدّثين عن “أعمال انتقامية” جديدة في “حرب الظل القائمة بين القوتين”. واعتبرت المجموعة أن مقتل فردين من طاقم السفينة يشكل “تصعيداً هاماً في الأحداث”، منبّهة عملاءها إلى أن المخاطر التي قد تواجهها السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل وإيران في ممر الخليج راهناً إلى “ازدياد”.