
المغرب : مهرجان العيون للشعر العالمي يختتم أشغاله بتكريم عبدالعزيز البابطين وجواد بوخمسين
المغرب : مهرجان العيون للشعر العالمي يختتم أشغاله بتكريم عبدالعزيز البابطين وجواد بوخمسين
الرباط – محمد بلغريب –
اختتمت أخيرا بمدينة العيون بالمملكة المغربية فعاليات المهرجان الثقافي الأول للشعر العالمي في موضوع «الشعرية الصوفية وآليات اشتغالها» المنعقد يومي 4 و5 من نونبر 2016 والذي تمركزت جلساته على أهمية الشعرالصوفي ودوره في دعم الوسطية في الفكر المعتقد
وشهد المهرجان الذي نظمته جهة العيون الساقية الحمراء بتعاون مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، والدي أقيم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، حضورا وازنا من خلال مشاركة سعادة خالد بن سالم الغسّاني الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، إلى جانب عدد من الشعراء العرب، والأجانب من بينهم : سعيد الصقلاوي، وعبدالرزّاق الربيعي د.صلاح جرّار، ود.عبدالولي الشميري، ود. إبراهيم السعافين، والدكتورة لويزا بولبرس، ود.عبدالإله بن عرفة، وغدير حدادين، وإسماعيل عقاب، ود. نبيلة زباري، ومحمد خضير، ود. محمد حقي صوتشين، ود.محمد سعيد ، ويحيى الحمادي، وميلاء صمود ود.عبدالله لغواسلي المراكشي، وجمال بوطيب ونجلاء علي مطري، وعزيزة يحضيه الشقواري، إلى جانب شعراء من كولومبيا، وإسبانيا، وتشيلي وتركيا، وبنما والأورجواي، وإيران، وأمريكا .
من جهته أكد حمدي ولد الرشيد ، رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، أن الموعد الدولي، الذي انطلق بقصر المؤتمرات بالعيون، يأتي في سياق الأوراش التنموية الكبرى التي فتحتها الجهة، موردا،أن هذا التوجه يهم “تنفيذ التوجهات الملكية السامية الرامية إلى تنمية الأقاليم الجنوبية”، وقال: “نسعى من خلال هذه التوجهات إلى تنزيل برامج التنمية المندمجة والعمل على الارتقاء بالمكون الثقافي”.
وأوضح “ولد الرشيد” أن الارتقاء بالمكون الثقافي في المنطقة تم عبر إبرام اتفاقية شراكة وتعاون مع وزارة الثقافة “تتضمن في أهم محاورها التنشيط الثقافي الفني، وإعادة الاعتبار للتراث الحساني كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية الموحدة انسجاما مع مقتضيات الدستور”.
من جانبه قال ممثل منظمة الإيسسكو، “عبد الإله بنعرفة”، إن اختيار مدينة العيون لاستضافة المهرجان الأدبي الكبير في موضوع الشعر والتصوف “يكتسي أهمية كبرى لكونه يتزامن مع تخليد ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة التي كانت محطة أساسية من محطات استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ونظرا للعلاقة العضوية التي تربط بين الشعر والصحراء من جهة، وبينهما وبين التصوف من جهة ثانية”.
وقال رئيس جامعة “سيدي محمد بن عبد الله”، “عمر صبحي”،في كلمته، أن الثقافة تبقى أداة لحفظ ونشر القيم الحضارية النبيلة، “ووسيلة للتعبير عن انشغالات الأمة، وأداة لصقل المواهب وحفظ الذاكرة الجماعية، ورافعة مهمة للاندماج والتنمية المستدامة والتشغيل وإنتاج الثروة”، مبرزا أنها تتيح فرصا جديدة “في الصناعة الثقافية والخدمات، وخاصة في الأقاليم الجنوبية المغربية الغنية بتراثها الحساني والأمازيغي والعربي”.
وتناولت الجلسات التي حملت موضوع «الشعرية الصوفية وآليات اشتغالها»، وناقشت التصوف كمنهل للتجربة الإبداعية انطلاقا من طاقته التوليدية في البناء، والدلالة، وآليّات الاشتغال، ومقوماته، وذلك من خلال عدّة محاور من بينها: الشعرية الصوفية، المفهوم والمرتكز الشعرية، والصوفية بين المعرفية وتقنيات البنيات، والتجربة الصوفيّة والإبداع الشعري، إلى جانب تقديم قراءات في دواوين شعريّة صوفيّة لمحيي الدين بن عربي وجلال الدين محمد البلخي، وعبدالعزيز خوجة، وآخرين.
وكرمت إدارة المهرجان الدكتور عباس الجراري، والشيخ لاراباس ماء العينين من المغرب، والأديبة ليبرتاد مانكي سليناس من تشيلي و رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز البابطين للابداع الشعري، الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ورجل الأعمال جواد بوخمسين، تقديرا لدورهما في اثراء الثقافة العربية ومسيرتها.
وقالت مديرة المهرجان الدكتورة لويزا بولبرس ، أن تكريم هاتين الشخصيتين يأتي اعترافا بالدور الرائد الذي قاما به ازاء النهوض بالثقافة العربية بمجالاتها المختلفة لاسيما الشعرية منها.
وأشارت الى الجهود الثقافية التي تقوم بها مؤسسة عبدالعزيز البابطين في العالم العربي وخاصة المغرب، حيث شيدت المؤسسة لتكون مملكة للشعراء في أضخم المعجمات سواء كانت معجمات الشعراء العرب المعاصرين أو الشعراء عبر القرون.
وأضافت أن تكريم الشاعر البابطين من قبل ادارة المهرجان جاء تعبيرا وامتنانا لانجازاته ومؤسسته الرائدة في مجالات والادب والثقافة وعطاءاته الواسعة في خدمة اللغة والشعر.
وبموازاة تكريم البابطين، أشاد المشاركون في المهرجان الذي يتزامن مع الذكرى الـ 41 للمسيرة الخضراء بدور الكويت في دعم القضايا العادلة للمغرب.
وأوصى المشاركون في المهرجان في جلسته الختاميّة بأن يقام المهرجان بشكل سنوي، وأن تجمع البحوث، والدراسات التي قدّمت خلال الجلسة في كتاب يوزّع في دورة المهرجان القادمة.
كما وجّه المشاركون كلمات شكر لوالي جهة العيون يحضيه بو شعاب الذي حرص على الرغم من مهامه المتعددة، والمختلفة على الحضور شخصيا في الجلستين الافتتاحية والختامية للمهرجان، كما شكروا رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، على الحفاوة التي استقبلوهم بها وكرم الضيافة .