بعد أن أزعجهم مقالي السابق ( فاتح ثمك للذبان ) ، والتغول عليه وسحبه من بعض المواقع ، وبعيدا عن الحجر المنزلي الذي تم (تجييره) لوجود إصابات عائلية بفيروس (كورونا ) اللعين ، وفرض على كبير الموظفين الابتعاد ( القسري) عن الأضواء والساحة السياسية ليريح اعصابه المشدودة ، بعد آخر توتر حصل تحت قبة البرلمان نتيجة ( المزاودة ) على المواقف الوطنية !!..
خلينا (نتخوث ) شوي ، وأحدثكم عن ( الطيار الصغير ) وهي قصة للأطفال أغلبنا قرأها أو سمعها في طفولته ، وهي تتحدث عن طفل كان يرتعش خوفا من ركوب الطائرات ، الى ان شجعه والده على الصعود للطائرة ، ليتخلص ليس من خوفه فقط ، بل تحول هذا الرعب الى أمنية وحلم لدى هذا الطفل بأن يصبح ( طيارا ) عندما يكبر.
الغريب في الأمر أن هذا الشخص ( بطل القصة ) لم يحرك ساكنا ولم يقدم شيئا وتراجع دوره السياسي ، وغاب عن الإعداد والتحضير للسياسات ، ولثقته بنفسه طبق عبارة الخليفة عمر بن الخطاب الفاروق (عدلت فأمنت فنمت) .. ومن قلة الشغل ، قرر رئيس الفريق أن يذهب الى تحقيق حلم الطفولة والشباب ، وترجمة أمانية التي لم يحققها في طفولته .
بطلنا قرر ان يسجل من ( كثر الفضاوه ) كونه ( فاضي اشغال ) ، ومتفرغا للطوش على الكراسي والجدال والرماية الحرة للمكتات ، قرر ان يقتطع ما تبقى من ( وقت فراغه ) لدراسة الطيران .
حصل مشروع ( الطيار الصغير ) على تخفيض بنسبة 50% من قيمة الرسوم البالغة (68 ) الف دولار أمريكي، أو ما يعادلها بالدينار الأردني نحو( 48 ألف دينار أردني ) حسب موقع أكاديمية الطيران المدني، لتغطي مدة الدراسة 18 شهرا كاملا، والتي تغطي 180 ساعة طيران عملي و59 ساعة طيران تشبيهي ( يتم في غرفة مغلقة ) ، ونحو 800 ساعة طيران نظري(مش قصتنا) !!..
قضيتنا الأهم أنه جرى إعفاء ( بطلنا ) من الامتحان النظري الذي يحقق شروط القبول لدراسة الطيران من حيث ضرورة إلمام ( الطيار ) بالمعرفة والفهم الجيد بالرياضيات والكيمياء والفيزياء ، لفهم الديناميكية الهوائية والحرارية ، والإلمام بقوانين الطيران المدني وأنظمته ، وفهم العمليات الميكانيكية ، الى جانب تمتعه بمهارات التواصل والقدرة على العمل تحت الضغط ( هاي حيل قوية )؟!!..
تخيلوا لو يدري العبقري عباس بن فرناس (عالم الرياضيات والفلك والكيمياء) ، ومؤسس الكثير من الجوانب والأسس العلمية ذات الصلة بالطيران ، وصاحب أشهر محاولة للطيران، بأن هناك (جِهْبِذا ) أردنيا يدرس الطيران عمليا دون نظري ..!!
واضح أن ( الطيار الصغير) المسجل طالب في هيئة تنظيم الطيران المدني تحت الرقم ( 12610) ، لم يمارس صناعة (طيارة الورق ) ولا اللعب بها في صغره ، لذا ندعوه الى التدرج والبدء بصناعة ( طيارات الورق ) ، وبعد اتقان ( تطييرها ) ينتقل الى التدريب على قيادة طيّارة الحديد !!
بالله عليك يا ابن فرناس (الطبعة الأردنية ) ، خليك بطيارات الورق ، وردد أغنية : طيري يا طيّارة طيري يا ورق وخيطان .. خلي يرجع ولد صغير على سطح الجيران.. وينساه الزمان ..
-البريد الالكتروني للكاتبة : [email protected]
المصدر: قناة العرب تيفي