القاهرة – مكتب العرب الاقتصادية – هيام محي الدين –
اعزائي العرب لا أدري ما هي الوثائق التي تطلبونها من الشعب السوري لتقديمها لكم كإثبات حتى تتأكدوا من ان النظام السوري يقوم بعمليات ممنهجه لذبح الشعب السوري عن بكرة ابيه ؟ علماً ان الشعب السوري مستعد لتقديم إثباتات جديده ومبتكره إذا رغبتم كدفن كاميرات مع جثة كل شهيد في قبره حتى تتأكدوا بأنفسكم من ان الأكفان التي تأخذ طريقها الى المقابر ليست خدعة سينمائيه بل هم شهداء حقيقيون ونحن على إستعداد لنقتطع من لقمتنا قيمة ١٢٠٠٠٠ كاميرا لنزرعها مع شهدائنا في قبورهم كإثبات ارجو ان يكون مقبولاً لكم لتطمئنوا من ان الشعب السوري لايبالغ في عرض جرائم النظام للعالم كله إن لم يكن مايعرضونه يمثل جزءاً من الحقيقه. اعزائي العرب.. ما يحصل اليوم وكل يوم في سوريا ليس مسلسلاً تلفزيونياً ممتعاً لتمضية الوقت وخاصة بعد ان عرضنا عليكم مؤخراً احلى افلام الموسم وكان بعنوان” اطفال سوريا تتعلم السباحه في بحيرات الكيماوي” علّه يلامس مشاعركم , إلاّ انه يؤسفني القول ان كل ماقدمنّاه لكم لم يلامس حتى القشره الخارجيه لوجدانكم … فإذا كنا مخطئين في هذا التقييم ..فأين هي إذن مظاهراتكم الصاخبه في شوارع عواصمكم ومدنكم؟ وإذا كنا مخطئين في هذا التقييم..فأين إذن لجانكم السياسيه والإنسانيه لتأمين الدعم لهذا الشعب والذي باتت جميع مدنه وبلداته وقراه محاصرة ومدمره بالكامل ومنقطعة عن العالم الخارجي بينما ينام اهلها في العراء بعيداً عن قنابل الدبابات والصواريخ والبراميل والكيمياوي!! والتي تستهدف بيوتهم في أي لحظه ؟ . اعزائي العرب وحكام العرب ما يحصل اليوم وكل يوم في سوريا ليس مسلسلاً تلفزيونياً ممتعاً لتمضية الوقت إنما هو فعل يعيشه السوريون واقعاً يتمثل بجرائم ممنهجه ومرعبه تقوم بها عصابات يسمونها تجاوزاً بالنظام. فحامل النعش بالأمس هو محمولٌ اليوم … وحامل النعش اليوم هو محمولٌ غداً ..سلسلة من القتل لانهاية لها وانتم تتابعون حلقاتها منتظرين بتشوق ماذا ستكون عليه حلقة الغد؟ . أعزائي العرب في مصر هل نسيتم وقفتنا معكم في كل مآسيكم منذ العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ حين انضمت كل طواقم البحريه السوريه للعمل تحت إمرة بحريتكم؟ وقدمنا من اجل مصر الكنانه خيرة أبناء سوريا دفاعاً عن الكنانه وشعبها.! أعزائي العرب في الجزائر هل نسيتم وقفتنا معكم ايام حرب إستقلالكم . فنسق الجيش السوري يوم كان بحق جيش حماة الديار كل سلاحه وأرسله لمقاتليكم لكي يكتب للشعب السوري شرف الدفاع عن ارض الجزائر؟ أعزائي العرب في كل مكان ما وردته الا امثلة تبين لكم ان هذا الشعب الذي يقتل اليوم وأنتم تنظرون سببه إخماد الصوت الحقيقي والوطني له وإستبداله بصوت النظام بشعار الصمود الزائف والكاذب منذ اكثر من اربعين عاماً ..فإذا إستمرأتم متابعة هذا المسلسل بلا مبالاة فإنه سيأتي يوم تتفقدون هذا الشعب فلاتجدونه على قيد الحياة عندها تتذكر احفادكم حدوته تقول : انه كان في قديم الزمان وفي سالف العصر والأوان شعب سوري عربي وطني ناكرٌ لذاته محب ومضحي في سبيل ابناء جلدته إستوطن شرق البحر الأبيض المتوسط تسلط عليه نظام لا ينتمي الى العروبة الا بأسماء يحملها فقضى عليه ووزع جثامينه في مقابر جماعيه .وإن علماء الأثار يقومون بجهود مضنيه للتعرف على مواقعها لعرضها في متاحف العالم… أعزائي العرب في كل مكان إن الشعب السوري يدفع اليوم ضريبة وطنيته وتلاحمه الحقيقي معكم وضريبة المطالبه بحريته وضريبة إسترداد كرامته…فهل تريدون إثباتات مبتكره حتى تقتنعوا بأن الشعب السوري يتم تصفيته بدم بارد عندها تغلقوا تلفزيوناتكم وتتوقفوا عن مشاهدة المسلسل الممتع وتنطلقوا في شوارعكم هادرين تضامناً مع الشعب المذبوح؟ أم ستواصلوا بشوق موعد الحلقة القادمه من مسلسل مذبحة أحفاد صقر قريش؟