الدواعي الخفية للعلاقات المغربية الاسبانية : اسبانيا تتمادى في مخططاتها القديمة الجديدة لاستغلال ثروات المغرب وافريقيا

31 مايو 202123 مشاهدة
الدواعي الخفية للعلاقات المغربية الاسبانية : اسبانيا تتمادى في مخططاتها القديمة الجديدة لاستغلال ثروات المغرب وافريقيا
رابط مختصر
الكاتب : حميد المرزوقي
 المرزوقي 2 - العرب تيفي Al Arabe TV قناة العرب تيفي – تفاعلا مع بيان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بخصوص ما أسمته مسألة دوافع خفية لإسبانيا معادية لقضية الصحراء المغربية، وبالرجوع إلى التاريخ الاستعماري لإسبانيا منذ سقوط الأندلس سنة 1492 مرورا بمؤتمر برلين 1884 والجزيرة الخضراء 1906 ومعاهدة الحماية 30 مارس 1912 إلى الآن لا أعتقد أن المسألة المغربية في نظر الجارة الإيبيرية قد تغير فيها شيء ما فمنذ البداية كانت نفس المنطلقات ، ونفس الأهداف ونفس المرامي ونفس الاستراتيجيات وهو ما عبرت عنه الوزارة المعنية بالدواعي الخفية التي لم تعد كذلك ، لان اللعبة انكشفت وستار المسرحية قد تم رفعه ، لأن المغرب كما عبرت عن ذلك وزارة الخارجية لم يعد كما كان بالأمس ، وإنما استفاق من غيبوبته الناتجة عن تكالب القوى الاستعمارية الفرنسية والاسبانية والبرتغالية التي احتلت ثغوره ومزقت وحدته الترابية وأضعفته بالعديد من الإجراءات والمخططات من قبيل امتياز الحمايات التي كان يمنح لأعيان المغرب وتجاره لإعفائهم من ضرائب الترتيب والمكس لإشعال نار الفتنة في المغرب عن طريق خلق فوارق بين مختلف الشرائح الاجتماعية الغنية والفقيرة ، وهو ما نجحت فيه في ثورة الحرفيين بفاس الذين ثاروا ضد باشا المدينة لأنه كان يضيق الخناق على الحرفيين ويجمع منهم الضرائب دون مراعاة لوضعهم الاجتماعي ، واعفاء المتمتعين بنظام الحماية من التجار والاغنياء وهو ما خلق وضعا سهل فرض نظام الحماية على المغرب.
فالدوافع الخفية ماهي في الواقع إلا تلك المخططات الدنيئة لفرنسا وإسبانيا او ما عبر عنه محمد حسن الوزاني والمختار السوسي بالإفرنج ، فالإفرنج سواء اسبانيين او برتغاليين او فرنسيين لم يكن يهمهم سوى الاستيلاء على ثروات المغرب ورهن سيادته واستقلاله وشل ارادته، وهو ما كان الراحل جلالة الملك الحسن الثاني يعيه جيدا ولعل إعلان تنظيم المسيرة الخضراء في نهاية عهدة الجنرال فرانكو ورجوع الملك خوان كارلوس لعرشه يلخص حرص جلالته على تدبير الأمور مع إسبانيا بالكثير من الحيطة والتبصر وأحيانا التردد لذلك كان سيناريو المسيرة الخضراء اختيارا عبقريا يتماهى مع اكراهات المرحلة..
لكن الآن المغرب بما راكم من إنجازات دولية وافريقية واقليمية لم يعد مغرب الحسن الأول بل هو مغرب محمد السادس مغرب الاوراش الكبرى مغرب النموذج التنموي الجديد مغرب التحدي ، وعلى اسبانيا ان تبتلع هذه الحقيقة ابتلاعا ، وأن تكف عن سيناريوهاتها المكشوفة ، فقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن تورط النظام الجزائري في هذه اللعبة القذرة ليس بإرادة الشعب الجزائري بل بتواطئ بين نظامه العسكري الذي منذ استقلال الجزائر وهو لا يخدم الا الأجندة الامبريالية الجديدة التي تحدثت عنها في العديد من المقالات ، والتي تنفذ حرفيا مقتضيات تقسيم العمل الدولي والمتمثلة في أوربا الصناعية المتطورة المنتجة للتكنلوجيا وافريقيا المتخلفة المستهلكة للتكنلوجيا وهو ما لا يعد يخفى على أحد ولم يعد من قبيل الدوافع الخفية لاسبانيا ، وإنما دوافع معلنة مسطر لها منذ القرن التاسع عشر، وهو ما يتطلب منا الكثير من الصبر والجلد ولعل ما يؤكد ما نقول هو تلويح إسبانيا لتحويل سبتة ومليلية إلى منطقتين عسكريتين .
المصدر: قناة العرب المغربية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.