نجيب النجاري
الرباط – المغرب – عاد موضوع ” شغب الملاعب ” ليلقي بحمامه على واقع ووقع الأحداث المؤلمة والمؤسفة عشية يوم الأربعاء 12 فبراير 2020 ، بعد نهاية المباراة التي جمعت فريق الجيش الملكي بالرجاء البيضاوي .
من هنا تطرح عدة تساؤلات حول المقاربة الأمنية القمينة بان تحول دون اندلاع هذه الأحداث المؤلمة ، بنهج مقاربة استباقية لاحتواء المشاكل المترتبة عن هذه اللقاءات التي يعرف مشجعيها احتكاكات وحساسيات رياضية قبلية ، باعتبار ان “شغب الملاعب” يستأثر باهتمام جميع مكونات المجتمع المغربي من سلطات محلية وأمنية وحكومية وفعاليات مدنية وجمعيات تأطيرية موازية لرياضة كرة القدم علما بان الاجتماعات المراطونية لكل الفاعلين بمقر وزارة الداخلية ، والقرارات الصادرة عنها في تدبير شان الملاعب الذي حظي بالمشاورات والدراسات وبحملة تحسيسية ، اعتبرت المحك الحقيقي لاجرأة وتطبيق قراراتها القانونية والتدبيرية لانجاح كل التظاهرات الرياضية ، فهل فعلا تم التعاطي مع القرارات وتم بسطها على واقع احداث مباراة الامس بمركب مولاي عبد الله بالرباط ، وما يفند ذلك ، الصور و الفيديوهات المتداولة مباشرة للعديد من المشجعين من كلا الفريقين ، الذين عاشوا رعب هذه الأمسية السوداء ، واعتبروا السبب الاول مرده الى سوء تدبير السماح للمشجعين الخروج دفعة واحدة وفي وقت واحد، ادى الى مواجهة دامية ، خرجت عن السيطرة وتسببت في فوضى عارمة ، وما تلاها من عنف شمل المواطنين ورجال الأمن ولم يسلم منه
الصحافيون حيث كان المصور الصحفي لجريدة الصباح الزميل بزيوات عبد المجيد ضحية لهذا الخلل التنظيمي لينال حقه في هذا الحدث المؤلم باصابة على مستوى الرأس ، ذنبه الوحيد هو تغطية هذه المباراة .
ورغم التدخلات للسيطرة على الموقف من طرف القوات العمومية باللجوء الى استعمال خراطيم المياه للحيلولة دون وقوع شغب ، وحسب مصادرنا فقد تعرض بعض أفراد التدخل السريع لإصابات وصفت بالخطيرة ، وتحطيم السيارات ، مما ادى الى توقيف 13 شخصا تم وضعهم تحت الحراسة النظرية على خلفية عن مسببي أعمال الشغب ، مع ضبط 38 قاصرا وتسليمهم لذويهم ، وإلحاق خسائر مادية .
وامام هذا المعطى الجديد لعودة “شغب الملاعب ” وخاصة مباراة الامس تحيلنا الى اعادة النظر في الاستراتيجية التنظيمية وضبط آلياتها ، انطلاقا من المقاربة الأمنية الاستباقية وإشراك كل الفعاليات المسؤولة ، وتحريك المسطرة القانونية لردع مثل هذه السلوكات ، والحد من الشغب الرياضي الذي اصبح يقض مضاجع الكل والعاشقين والمحبين لفرقهم ، وباعتراف الجميع ان الملاعب غدت مضمارا لتيمة الكرة المستديرة وما تحمله من حمولة سلوكاتية يعبر عنها داخل هذا الفضاء .
وامام التعاطي مع هذا الحدث واستئصاله ، بتفعيل القانون و انتظار فتح تحقيق معمق ومسؤول من لدن الجهات المسؤولة ، لاستتباب الأمن والأمان للجماهير العاشقة لكرة القدم ، في جو من الايخاء والمحبة .
المصدرصحيفة العرب تيفي